الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية عمادة المهندسين تفسر كل الأسباب الدافعة لإضراب طلبة هذا القطاع

نشر في  06 جانفي 2015  (20:43)

على خلفية تنفيذ عدد من طلبة مدارس المهندسين بكل من تونس وصفاقس وسوسة والمنستير منذ أمس الاثنين 5 جانفي إضرابا مفتوحا للمطالبة بإلغاء اتفاقية فتح المعابر بين مسالك التعليم العالى والتكوين المهنى. اصدر مجلس عمادة المهندسين الذي يترأسه منجي ميلاد بلاغا فسّر فيه الأسباب الحقيقية والدافعة لهذا الإضراب وقد تحصل موقع "الجمهورية" على نسخة منه وفيه التالي:
يتحرك اليوم طلبة المدارس العليا للهندسة وطلبة الأقسام التحضيرية الهندسية وطلبة كليات العلوم ودخلوا في إضراب عن الدورس وذلك لتردي أوضاع المهندسين وإنسداد الأفق أمامهم للأسباب التالية :
- نسبة البطالة الفعلية والبطالة المقنعة عند المهندسين تفوق اليوم 25% من مجمل حاملي الشهائد الهندسية الوطنية وما يعادلها.
- إغراق منظومة التعليم الهندسي العالي بالترخيص لعشرات المدارس الخاصة لتكوين الطلبة المهندسين ودون إحترام ما جاء في كراس الشروط لفتح هذه المدارس وذلك من تأطير وتشغيل أساتذة ومساعدين قاريين وذوي المستوى المطلوب وغياب التجهيزات والمخابر الضرورية.
- عدم إحترام شروط الترسيم المعمول بها في المدارس الوطنية وهي المرور الإجباري بالمناظرات مما أثر سلبا عن مستوى التخرج إذ يتوافد اليوم سنويا أكثر من ستة آلاف مهندس على سوق الشغل.
- ضرب عرض الحائط مبدأ تكافئ الفرص في التكوين وفي التحصل على الشهائد العلمية، إذ يستوي من لا معدّل له في الباكالوريا ومن له معدل يفوق ستة عشر من عشرين 16/20، ويستوي من إجتاز المناظرة بعد سنتين على الأقل تحضير في ظروف قاسية لا يعرفها إلا من باشر ومن كوّن، ومن تمكن بالترسيم بحكم المال وتضحية الأولياء فقط.
هذا الحال أودى بمهنة المهندس إلى الحضيض مهنة لا إعتبار لها من طرف السلط العمومية ولا من طرف المشغلين، أجور أدنى ما عرفته الوظيفة العمومية ولا تصل إلى ثلث ما يتقاضوه أصحاب المهن المماثلة كأطباء وأساتذة جامعيين وقضاة وبياطرة ...
إن الإتفاقية الأخيرة التي تخول لخريجي مراكز التكوين المهني الإلتحاق بمدارس المهندسين عمّقت الأزمة وأفقدت المهندسين صبرهم وأظهرت أن سياسات الحكومات المتتالية لا تتماشى مع حاجيات البلاد وتضرّ بالتنمية وبمحاولات خلق الثروة ومواطن الشغل رغم إيمان الجميع بأن لا تنمية حقيقية ومستدامة دون مهندس كفؤ وذو مستوى علمي عالي وتكوين صلب ودون حماية من المتطفلين على المهنة وعلى تكوين المهندس.
فهل سوف يـمكّن خريجي مدارس كتبة المحاماة من الدخول لمعهد المحماة؟
وهل سوف يـمكّن لخرجي مدارس الممرضين ومدارس صيانة المعدّات الطبية من الدخول إلى كليات الطب؟
وهل سوف يـمكّن خريجي المدارس المهنية في المحاسبة من الدخول إلى مراحل تكوين الخبراء المحاسبين؟
إن عمادة المهندسين تذكر بأنها إتصلت عدة مرات بالوزرات المعنية وبرؤساء الحكومات ونبهتها من خطورة الوضع ومن ضرورة تشريك المنظمة عند أخذ القرارات التي تهم أصحاب المهنة وهي اليوم :
تعبّر عن تضامنها التام مع الطلبة المهندسين في تحركاتهم المشروعة
تعبّر عن إستعدادها التام للدفاع عن المهنة مع كل المنظمات والنقابات والتنسيقيات التي تدافع اليوم عن مستقبل منخرطيهم وعن مستقبل التنمية في البلاد.
تطالب الحكومة بالتعامل الإيجابي مع الجهات المعنية اليوم بالإحتجاجات وإشراك العمادة وكلّ الفاعلين في دراسة الوضع الهندسي في البلاد وأخذ القرارات المجدية مع إحترام المهنة وأصحابها.